رحيل العمالقة وتتويج المبدعين .. انتعاش طفيف في الفن والثقافة رغم استمرار جائحة كورونا
شهدت الساحتان الثقافية والفنية خلال سنة 2021 عودة بعض التظاهرات الثقافية والفنية ومحاولة تنظيم هذه الأخيرة على أرض الواقع بعد فترة تجاوزت السنة من تقديمها في العالم الافتراضي، أي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما غيّب الموت العديد من الفنانين من الزمن الذهبي والجميل وبعض الإعلاميين البارزين، كما تم تتويج عدة مبدعين من مجالات مختلفة في عدة مسابقات داخل الوطن وخارجه…..
وفي هذا الموضوع، نلخص لكم أبرز المحطات والأحداث التي شهدتها الساحتان الثقافية والفنية خلال عام 2021 رغم استمرار جائحة كورونا.
* أبرز المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية
المنتدى الاقتصادي والثقافي
أبرز حدث شهدته الساحة الثقافية خلال عام 2021 تمثل في تنظيم أول منتدى للاقتصاد الثقافي، شاركت فيه عدة وزارات وهيئات رسمية وممثلين عن هيئات دولية وأصحاب مشاريع ثقافية وكذا مؤسسات استثمارية وخبراء جزائريين ودوليين في الاقتصاد والثقافة.
وقد خرج هذا المنتدى بعدة قرارات مهمة منها إطلاق مشروع المدينة السينمائية بولاية تيميمون، افتتاح مركبين سينمائيين بكل من وهران والعاصمة، إنشاء مدرسة للتكوين السينمائي بقسنطينة وأكاديمية فنون سينمائية بتيزي وزو ومنصة رقمية لتوزيع الإنتاج السينمائي، إلى جانب إصدار مرسوم رئاسي يتضمن إنشاء مركز وطني للصناعة السينماتوغرافية ومرسوم آخر يتضمن إنشاء المؤسسة العمومية الجزائرية لإنتاج وتوزيع واستغلال فيلم سينمائي عن الأمير عبد القادر.
مهرجان إيمدغاسن السينمائي بباتنة
تم خلال هذا العام (2021) تنظيم الطبعة الأولى من مهرجان إيمدغاسن السينمائي بباتنة، حيث عرف هذا الأخير منافسة 26 فيلما روائيا قصيرا، وقد تخلل هذه التظاهرة السينمائية تنظيم عدة مسابقات منها مسابقة دولية وطنية للمخرجين وأيضا مسابقة محلية تشجيعا لشباب المنطقة من هواة السينما، إضافة إلى فتح ورشات تكوين في مهن السينما وندوات مع مختصين في مجال السينما لفائدة الشباب.
المهرجان الوطني للمسرح المحترف
عرفت الدورة الرابعة عشر (14) من المهرجان الوطني للمسرح المحترف مشاركة 20 عرضا مسرحيا منها تسعة (9) مسرحيات تنافست على نيل مختلف جوائز المهرجان وهي على التوالي: “أرامل” لشهيناز نقواش من مسرح قسنطينة، “الجدران الخامس” لعز الدين عبار من مسرح سيدي بلعباس، “صفقة” لحيدر بن حسين من مسرح تيزي وزو، “نستناو ف الحيط” لحليم زدام من جمعية “نوميديا” ببرج بوعريريج، “الزاوش” لكمال يعيش من المسرح الوطني، “لعبة العرش” لمحمد إسلام عباس من مسرح _المة،
“سكورا” لعلي جبارة من مسرح سوق أهراس، “أرلوكان” لزياني شريف عياد من مسرح وهران و”خاطيني” لأحمد رزاق من مسرح مستغانم.
وقد تم تتويج هذه الأخيرة (مسرحية خاطيني) بالجائزة الكبرى أي جائزة أحسن عرض متكامل، وعادت جائزة لجنة التحكيم لمسرحية “نستناو ف الحيط” لحليم زدام، أما جائزة أحسن دور نسائي فقد افتكتها نجلاء طارلي عن أدائها البارع في مسرحية “أرامل”، ونال بوحجر بودشبش جائزة أفضل أداء رجالي في مسرحية “خاطيني” وجائزة أحسن نص مسرحي عادت للكاتب بن عمارة ماحي عن مسرحية “الصفقة”.
تظاهرة “أيام الربيع الأندلسي” في طبعتها الرابعة
احتضنت دار الثقافة “كاتب ياسين” بسيدي بلعباس فعاليات الطبعة الرابعة من تظاهرة
“أيام الربيع الأندلسي” من تنظيم الجمعية الثقافية الشيخ رضوان بن صاري لسيدي بلعباس بالتنسيق مع دار الثقافة “كاتب ياسين”، حيث شاركت في هذه التظاهرة عدة جمعيات من ولايات مختلفة منها تلمسان وتيبازة…
وجاءت هذه التظاهرة حسب القائمين عليها حرصا منهم على تفعيل العمل الثقافي باعتبار هذا النوع من الفن موروثا ثقافيا جزائريا أصيلا.
أيام مسرح الجنوب في طبعتها العاشرة
لأول مرة في تاريخ تظاهرة “أيام مسرح الجنوب” تنظم خارج العاصمة، حيث أقيمت الطبعة العاشرة منها هذا العام (2021) بالمسرح الجهوي أحمد بن بوزيد بالجلفة، حيث شهدت عرض عدة مسرحيات منها مسرحية “حكايات من زمن الـ guerra ” للمخرج هارون الكيلاني.
كما عرفت هذه التظاهرة في طبعتها لهذا العام مقاطعة عدد كبير من فناني الجنوب بسبب الإعلان عن إقامة التظاهرة قبل خمسة أيام من تنظيمها.
الملتقى الوطني لنوادي وفعاليات القراءة
لقد شارك في تظاهرة “الملتقى الوطني لنوادي وفعاليات القراءة” العديد من نوادي وجمعيات القراءة وكتّاب ومثقفين من مختلف ولايات الوطن.
وعاد القائمون على هذه التظاهرة إلى تنظيمها في الواقع بعد عام من تنظيمها على منصاتهم على شبكة التواصل الاجتماعي.
أيام المونودرام الإفريقية بالأغواط
كما شهدت سنة 2021 تنظيم فعاليات “أيام المونودرام الإفريقية” في طبعتها السادسة (6) بالأغواط، حيث عرفت هذه التظاهرة مشاركة خمسة عروض فنية في المنافسة من عدة بلدان عربية إفريقية منها مصر، تونس، ليبيا…….
وقد تم خلال هذه التظاهرة تكريم عدة وجوه فنية منهم وهيبة بعلي، محمد الطاهر زاوي…. إلى جانب تنظيم عدة ورشات للتأليف الدرامي وإعداد الممثل من تأطير فتحي كافي وفخر الدين لونيس..
إلى جانب تنظيم عدة محاضرات لها علاقة بالفن الرابع وتم أيضا تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية لها علاقة بتاريخ العمل المسرحي المحلي والوطني ولوحات فنية لبعض الفنانين الجزائريين التشكيليين بالمنطقة.
#الحصاد_الثقافي2021
جائحة كورونا تغيب أبرز المهرجانات في الجزائر خلال عام 2021 للسنة الثانية على التوالي
غابت للعام الثاني على التوالي أبرز المهرجانات والتظاهرات في مختلف مجالات الفن والثقافة بسبب استمرار جائحة كورونا، منها الصالون الدولي الكتاب (سيلا)، مهرجان الجزائر الدولي للسينما (الفيلم الملتزم)، مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، مهرجان تيم_اد الدولي ومهرجان جميلة العربي….
تتويجات العديد من المبدعين من مجالات الفن والثقافة
تم خلال عام 2021 تتويج العديد من المبدعين في مجال الفن والثقافة، حيث توجت الإعلامية والكاتبة زهية منصر بجائزة “ابن بطوطة” الإماراتية لأدب الرحلة في طبعتها الـ 20 عن فئة “الروبورتاج الرحلي، الرحلة الصحفية” عن عملها “منازل الغائبين”.
كما توج العديد من المبدعين من مجالات فنية وثقافية مختلفة في مسابقة “جائزة رئيس الجمهورية للشباب المبدع.. علي معاشي” في طبعتها لعام 2021، ففي مجال الرواية عادت الجائزة الأولى لمريم يوسفي عن روايتها “أبي الجبل” وحاز سلمان بوعزة على الجائزة الثانية في نفس الفئة عن روايته “نداءات جدران الذات”، كما منحت الجائزة الأولى في ذات المسابقة في فئة الفن الرابع لإبراهيم موسى والجائزة الثانية لسمية دويعي.
وقد فاز في فئة الموسيقى بالجائزة الأولى محمد بوعلام غويني، كما حاز على المرتبة الأولى في فئة الفن التشكيلي في ذات المسابقة أحمد زرقاوي عن عمله “المحكمة”،
كما توج الشاعر المبدع أحمد بوفحتة بالجائزة الثانية في مسابقة “في حبي للغة العربية” بمناسبة إحياء شهر اللغة العربية واليوم العالمي للغة العربية.
2021 عام حزن على الوسط الفني
رحل العديد من المبدعين من مجالات فنية مختلفة، فمع مطلع سنة 2021 غيب الموت الكاتب مرزاق بقطاش، هذا الأخير معروف في مجال الكتابة والترجمة وترك وراءه عديد الأعمال الإبداعية منها “الكوزة”، “دم الغزال”…..
وغيب الموت أيضا خلال عام 2021 الممثل والمنتج السينمائي محمد الطاهر حرحورة متأثرا بمضاعفات فيروس كورونا، ومن بين أعماله “القلعة” و”حسان الطاكسي”…..
كما عرفت سنة 2021 رحيل أسماء فنية بارزة منهم خريجة ستار أكاديمي المبدعة ريم غزالي بعد معاناة مع مرض السرطان، كما غادرنا الفنان سعيد حلمي متأثرا بمضاعفات فيروس كورونا، رحل أيضا الفنان عمر _ندوز المشهور بدور “دحمان بركات” وغيب الموت أيضا الفنان بلاحة بن زيان تاركا وراءه العديد من الأدوار الفنية الناجحة خاصة دوره في “عاشور العاشر”…..
كما عرفت سنة 2021 رحيل العمالقة وأسماء من الزمن الذهبي للفن الجزائري، حيث رحل صاحب رائعة “يحياو ولاد بلادي” العملاق رابح درياسة ورحلت أيضا القديرة سلوى بعد مشوار فني حافل بالأعمال الفنية الجميلة، والفنانة نعيمة عبابسة أيضا رحلت متأثرة بمضاعفات فيروس كورونا .
كما غيب الموت أيضا أسماء فنية أخرى كانت لها شعبية كبيرة في الساحة الفنية منهم فريد الروكور، فتيحة نسرين وياسين زايدي الذي رحل بعد أقل من شهر من زواجه.
وفي مجال الإعلام أيضا رحلت أسماء إعلامية كثيرة أغلبها تأثرت بفيروس كورونا، ولعل أبرز هؤلاء الإعلاميين صاحب برنامج “في دائرة الضوء” كريم بوسالم الذي رزق بولد بعد رحيله بأربعة أشهر، كما غيب الموت أيضا صاحب البرنامج المسابقاتي الشهير “خاتم سليمان” ومؤسس قناة “البديل” الإعلامي سليمان بخليلي .
فنانون تعرضوا لأزمات صحية خلال 2021
كان عام 2021 عاما صعبا على عديد الفنانين من الناحية الصحية، وكان على رأس هؤلاء الفنان المحبوب صالح أوقروت الذي اكتشف خلال هذا العام إصابته بثلاثة أورام سرطانية وما زال لحد الآن يواصل رحلة العلاج في فرنسا.
كما خضع الفنان محمد حزيم خلال 2021 إلى عمليتين جراحيتين على مستوى القلب، وأيضا الفنان حمزة فغولي المعروف فنيا بـ “ماما مسعودة” تعرض إلى وعكة صحية أدخلته المستشفى لمتابعة العلاج وحالته في تحسن.