قررت الحكومة الفرنسية فتح الأرشيف الخاص بثورة التحرير الوطني وهو قرار تم اتخذه مباشرة بعد انهاء وزير اوربا وزير الخارجية جون ايف لودريان زيارة الاعتذار الى الجزائر ما يؤكد ان فرنسا تستعمل دائما الملف التاريخي والأرشيف لاعادة دفئ علاقاتها مع الجزائر كلما شعرت بالضيق والهزيمة والحاجة لحماية مصالحها لاسيما الاقتصادية امام أزمة تعصف بها .
يبدو ان السلطات الفرنسية بقيادة الرئيس الشاب ايمانويل ماكرون ضد شعرت بالهزيمة والضيق في حرب تصريحاتها وتصرفاتها المستفزة ضد الجزائر لاسيما مقابل الوقوف القوي للسلطات الجزائرية من اعلى مستوى الى الأسفل تجاه هذه الاستفزازات خاصة التصريحات غير المفندة للرئيس ماركون حول تاريخ هوية الأمة الجزائرية , ويتجلى ندم فرنسا وخسرها لرهان استفزاز الجزائر والدول التي تربطها بها علاقات تاريخية قوية على غرار مالي في زيارة مفاجئة لوزير خارجية فرنسا دامت يوما واحد وهي بمثابة زيارة اعتذار عما بدر من فرنسا ورئيسها الأمر الذي تؤكده تصريحات لودريان عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والذي قال فيها انه يجب على البلدين إعادة اطلاق الحوار بينهما ونسيان سوء تفاهم المرحلة الأخيرة , ولم يكتفي الاليزيه الذي عرفت علاقاته الخارجية تدهورا لا مثيل له خلال فترة حكم الرئيس ايمانويل ماكرون بزيارة الاعتذار بل قرر 24 ساعة بعد هذه الزيارة اللعب على الوتر التاريخي للجزائريين وإخراج ورقة الأرشيف وفتحه من قبل مصالح وزارة ثقافة فرنسا وهو مايبرز أيضا سوء نية الطرف الفرنسي مرة أخرى في انهاء ملف الأرشيف الأستعماري العالق منذ 1962 اذا لو كانت السلطات الفرنسية جادة في هذا المسعى لكلفت وزارة دفاعها او وزارة الخارجية في معالجة هذا الملف التاريخي العالق بين البلدين .
ويبدو ان فرنسا قررت تغيير استراتجيتها مع الجزائر لادراكها بالنتيجة العكسية في استفزازها بالجزائر خاصة أمام قرارات حاسمة رسميةكغلق المجال الجوي العسكري أمام الطيران الفرنسي وسحب السفير وتنويع الجزائر لشركائها الاقتصاديين وفق مبدا رابح – رابح الى جانب مقاطعة فئات عريضة للشعب الجزائري للمنتوجات الفرنسية تعالي أصوات وقف التعامل باللغة الفرنسية في مؤسسات التعليم والإدارات والهيئات الرسمية ناهيك عن فقد الجالية الجزائرية التي تؤدي واجبها الانتخابي بفرنسا الثقة في الرئيس المرشح ايمانويل ماكرون كل هذا جعل من فرنسا تعيد اخراج ورقة التاريخ من باب الأرشيف لكن دون نية حازمة الأمر الذي سيعقد من مأموريتها أمام بلد أصبح يحسن حماية سيادتها ورفع صوتها في المحافل الدولية