أصدرت محكمة الجنايات الاستئنافية، أحكاما في قضية قتل طبيب الأطفال الشهير، محمد أجراد “طبيب الملائكة”، تراوحت بين البراءة و20 سنة سجنا نافذا.
وأدانت محكمة الجنايات الاستئنافية شابين يبلغان ﴿23 و25 سنة﴾ تربطهما علاقة قرابة، بعشرين سنة سجنا نافذا و100 مليون سنتيم غرامة مالية، ومتهمين آخرين ﴿ 25 و27 سنة﴾ بعقوبة 3 سنوات سجنا نافذا و20 مليون سنتيم، وبرأت هيئة المحكمة، ساحة متهم خامس يبلغ من العمر 24 سنة من جميع التهم المنسوبة له، وهو نفس الحكم الصادر في حقه عن محكمة الجنايات الابتدائية التي أصدرت في جلسة 22 نوفمبر الماضي، حكما بالسجن المؤبد في حق المتهمين الرئيسيين، عن تهمة تكوين جمعية أشرار لغرض الإعداد لجناية وجناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وجناية السرقة بظروف الليل والتعدد واستحضار مركبة، و 10 سنوات سجنا و500 ألف دينار غرامة مالية ضد متهمين آخرين.
وتعود وقائع قضية قتل الحكيم أجراد إلى تاريخ 20 جويلية 2021، المصادف لوقفة عرفة، عشية مناسبة عيد الأضحى، حسب قرار الاحالة، حين اكتشف في اليوم الموالي للحادثة، أحد معارفه جثته داخل شقته الواقعة بشارع ابن باديس بقلب مدينة تيارت، مرمية في غرفة، قام بإعلام جار الضحية ليخطر مصالح الأمن التي تنقلت إلى مكان الواقعة، لتنطلق التحريات التي أسفرت عن توقيف شابين كانا يقضيان عطلة بأحد شواطئ عين الترك بولاية وهران، باستخدام تكنولوجيات الاتصال لتحديد مكان تواجدهما، وهما من دخلا إلى شقة الضحية في حدود الثامنة والنصف مساء، بعد أن وصلا إلى العمارة على متن مركبة، أحدهما سبق له وأن إشتغل بعيادة الدكتور أجراد الواقعة بشارع الحرية بالمنحدر المؤدي إلى المكان المعروف بـ “البلاصة”، والتقطت كاميرا بنك يقابل العمارة حركة دخولهما للعمارة التي تقع بها الشقة وخروجهما بعد حوالي ساعة، وقاما بسرقة مبلغ مالي قدره 50 مليون سنتيم، اعتقادا منهما أن الطبيب أجراد باع شقة بولاية البويرة، بعد أن أقدم أحدهما على إسقاطه أرضا وتكبيله من يديه ورجليه وغلق فمه بقصاصات ورق، مستغلان معرفته لأحدهما الذي أحضر له وجبة العشاء لوجود صلة قرابة له مع أحد معارف الدكتور المتعود ،على تقديم إكرامية العشاء للفقيد الذي يعيشه بمفرده، فيما تم توقيف شركيهما بمدينة تيارت، كان لحظة الواقعة بساحة الشهداء على مقربة من المكان على متن دارجة نارية و تلقى كل منهما مبلغ 5 ملايين سنتيم عند اقتسام المبلغ المسروق بحديقة مجاورة للحي الذي يقيم فيه معظم المتهمين، أوقفت مصالح الأمن صاحب سيارة كلوندستان الذي نقلهما إلى وهران في اليوم الثاني للعيد، أين مكثا بشقة ببلدية عين الترك بولاية وهران، استأجراها لمدة أيام، قبل أن ينتقلا إلى شقة أخرى، مخافة إلقاء القبض عليهما من طرف مصالح الأمن، وأغلقا هاتفيهما عقب بلوغ مسامعهما خبر وفاة الطبيب أجراد، وأتلفا شرائح الهواتف النقالة، وصرّح أحدهما لمصالح الأمن عند الاستجواب الأول عقب توقيفه رفقة شريكه بأحد شواطئ عين الترك، أنهما كانا يخططان للهجرة بطريقة سرية، ونفى ذلك أمام هيئة المحكمة، فيما صرح صاحب السيارة أنه لم يكن يعلم أن الشابين ارتكبا جريمة السرقة والقتل، وقال أنه تلقى مبلغ 8 الآف دينار نظير نقلهما بسيارته.
وكان محامي المتهمين الرئيسيين ركز على تقرير الطبيب الشرعي المحدد لأسباب الوفاة هل هي اختناق نتيجة إغلاق فم الضحية بقصاصات أوراق أو خنق.