طالبت النخبة الفرنسية، خاصة المحسوبة على تيار الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، الالتزام بتنفيذ الوعود التي أطلقها للجزائر والاعتراف بجرائم بلاده خلال الفترة الاستعمارية التي امتدت من 1830 إلى غاية 1962 من أجل بسط علاقات جزائرية-فرنسية قائمة على الهدوء والاحترام المتبادل.
ونقلت القناة التلفزيونية الفرنسية الخامسة، الثلاثاء، أن العديد من الشخصيات والنخب الفرنسية، خاصة تلك المحسوبية على تيار اليسار الذي يكن علاقات ود للجزائر منذ زمن الثورة التحريرية، بضرورة استغلال زيارة الدولة الأولى من نوعها التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للجزائر في بداية عهدته الرئاسية الثانية للاستجابة للطلب الجزائري الذي ظل عالقا منذ أكثر من 60 سنة والذي يتعلق باعتذار رسمي عن جرائم الاستعمار الفرنسي طيلة 130 سنة من وجوده بالجزائر وممارسته حرب إبادة وجرائم استعمارية، خاصة ما بعد سنة 1956، وهي المرحلة التي قال عنها الإعلام الفرنسي أنها عرفت التفافا جماعيا للشعب الجزائري حول ثورته التحريرية التي انتهت بالتوقيع عن معاهدة إيفيان في 19 مارس 1962. ونقلت القناة الفرنسية الخامسة، عن مؤرخين ونواب سابقين بالمؤسسة التشريعية الفرنسية، أن إقدام الرئيس الفرنسي الحالي عن تقديم الاعتذار، لن يكون في صالح الشعب الجزائري فقط بل في صالح فرنسا، التي ستتمكن إن أقدمت على هذه الخطوة من بناء علاقات طبيعية قائمة على الاحترام والمنافع المتبادلة، خصوصا وأن الوضع الخارجي لفرنسا، لا سيما بعد هزات متتالية بإفريقيا، خاصة في الساحل الإفريقي يجعل من فرنسا في أمسّ الحاجة إلى الجزائر التي تعتبر بلدا محوريا في البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا، ناهيك عن دورها الدبلوماسي البارز في العديد من الملفات والأزمات الدولية والإقليمية والقارية. كما أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به فرنسا منذ 3 سنوات على الأقل يجعلها في حاجة ماسة إلى علاقات اقتصادية قوية مع الجزائر والتي لن تكون حسب تصريح الشخصيات الفرنسية إلا بعلاقات سياسية قائمة على الاحترام المتبادل والهدوء، بعيدا عن التشنجات التي عرفتها في الأيام الأخيرة من العهدة الرئاسية الأولى للرئيس الحالي إيمانويل ماكرون. وفي الوقت الذي طالبت فيه نخبة اليسار الفرنسي الرئيس الفرنسي، طي صفحة التاريخ المؤلم بين الجزائر وفرنسا، يشنّ اليمين الفرنسي المتطرف، حملة عدائية ضد الزيارة المرتقبة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي اليوم إلى الجزائر. وعلى نفس النهج أطلقت أبواق المخزن الناشطة بالتراب الفرنسي، حملة تشويش على هذه الزيارة، لا سيما وأن المجتمع المدني الجزائري رفع رسالة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يطالبه فيها بوقف نشاط بعض الأطراف الأجنبية منها المغربية التي تشن منذ سنوات حربا إعلامية على الجزائر ومؤسسات الدولة ضمن مسعى محاولة زعزعة استقرار الجزائر
