بعث رئيس الجمهورية الأسبق ليمين زروال، رسالة إلى الشعب الجزائري بمناسبة الذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية. كما أكد بالرسالة “الذكرى الستين للاستقلال،واجب الذاكرة والوفاء هناك محطات فارقة بالتاريخ تتحدى ضمير الأمة، ولا يمكن إغفالها أو تناسيها”.
وأضاف زروال في رسالته “أثبت الشعب الجزائري في العديد من المحطات، عبر تاريخه العريق والحاضر، أنه جسور بإيمانه”. و”ارتباطه بجذوره الثقافية وتمسكه بترابه، الذي انتزع استقلاله بفضل تضحياته الجسيمة”.
تابعا “نحن على مشارف الاحتفال بالذكرى الستين للاستقلال، يغمرنا شعور بالمجد والمفخرة والشرف بسبب الانتماء إلى هذه الأمة العظيمة”. “ففي أعقاب تحريره، تمكن هذا البلد من بناء دولة غيورة على سيادتها”. “قلقة على الاحتياجات العديدة لشعبها الذي خرج من ليلة استعمارية طويلة، متضامنة مع القضايا العادلة”. و”ملتزمة اتجاه الشعوب التواقة للسلام والحرية في جميع أنحاء العالم.”
كما أشار زروال في رسالته للشعب الجزائري إلى أن “حتى الآن، لم تتحقق كل تطلعات شعبنا”. “إذ سجلت انتهاكات جسيمة في السنوات السابقة”. و”رغم ذلك، ظلت شعلة نوفمبر وروحه راسختان في الذاكرة الجماعية للجزائريات والجزائريين”.
مضيفا “لقد عزز هذا الرصيد الثمين، في كل محنة، الوحدة الثابتة لشعبنا، وتصميمه على تصحيح التجاوزات الخطيرة والتخفيف من عواقبها”. إن “بلادنا اليوم, أكثر من أي وقت مضى, بحاجة ماسة إلى تكاتف أبنائها والتزامهم من أجل اجتثاث سلوكيات الماضي الضارة”. و”استكمال بناء دولة حديثة، جديرة بتضحيات شهدائنا، قادرة على مواجهة التهديدات والتحديات المتعددة للقرن الحادي والعشرين”.
كما ذكر زروال في الرسالة ذاتها أن 22 فيفري 2019 جاء للتعبير عن هذه الأهداف والمطالب علنا وفي وضح النهار. وهذا من خلال انتفاضة سلمية وعفوية لعشرات الملايين من المواطنات والمواطنين. تابعا “حظيت هذه الثورة السلمية، مثل ثورة نوفمبر، بالكثير من الاحترام والإعجاب في جميع أنحاء العالم”. “لقد كانت صنيعة عمل شباب متعطش للحرية ومرتبط بشدة بالمثل العليا لنوفمبر”.”كان هذا الانفجار الشعبي العظيم قادرا على وضع حد للاضطراب الخطير في تلك اللحظة”. “كما كان قادرا, قبل كل شيء على إعادة الأمل لكل منا في إمكانية تجسيد حلم شهدائنا المجيد على أرض الواقع”.
زروال.. لا يزال نجاح حربنا وكفاحنا ضد الإرهاب موضع إعجاب العالم
كما “نعلم جميعا، فإن القفزات النوعية التي قام بها شعبنا تجلت دائما في أصعب لحظات تاريخنا”. و”لا يزال نجاح حربنا وكفاحنا ضد الإرهاب لسنوات وبوسائلنا الخاصة، موضع إعجاب العالم وتقديره.” و”في الآونة الأخيرة، وحتى يومنا هذا، يواجه شعبنا ببسالة وباء هز العالم وتحدى العديد من البلدان”.
و”عليه، يدرك الشعب الجزائري أكثر من السابق حجم التحديات والتهديدات التي تنتظره”. و”يعي سبل الذود عن الوطن من هذه المخاطر، بعد أن نضج من اختبارات وتجارب الماضي”. “الدفاع عن الأمة يمر قبل كل شيء بالتفاف كل الجزائريين حول أهداف مشتركة”. كما “أنه ينطوي على إشراك جميع مؤسساتنا في الحفاظ على شعلة نوفمبر المقدسة، لاسيما لدى شبابنا”. “فضلا عن واجب الذاكرة والوفاء”.
وبالمثل، “يجب الحفاظ على الروابط الفريدة التي كانت ولازالت قائمة دائما بين الشعب الجزائري وجيشه وتعزيزها في جميع الأوقات وبشكل دائم”. “كان الجيش الوطني الشعبي الوريث الجدير لجيش التحرير الوطني المجيد”. “دائما في الملتقى وفي الخدمة الحصرية لشعبه”. وهو “يواصل يوميا الوفاء بالتزاماته الدستورية بنجاح، بينما يساهم بنشاط في إنعاش اقتصاد بلدنا”.
و”يبقى الشعب الجزائري على أهبة الاستعداد لمواجهة هذه التحديات الجسيمة”. و”هو مقتنع بأنه سينتصر بفضل وحدته وتصميمه على إقامة قطيعة مع سلوكيات الماضي الضارة”. “من خلال إعطاء بلدنا دفعة حيوية جديدة من شأنها أن تبعث الأمل”.