أكد الإرهابي، عرقوب الجيلالي المكنى “النواس”، الذي سلم نفسه للمصالح الأمنية التابعة للجيش الوطني الشعبي، أن فلول الجماعات الإرهابية آيلة للزوال لا محالة، داعيا بقايا هذه الجماعات إلى حقن دمائهم ودماء الجزائريين.
وفي اعترافات بثت عبر التلفزيون الجزائري، الأربعاء، عبّر هذا الإرهابي المولود سنة 1970 عن ندمه لالتحاقه بالجماعات الإرهابية، موجها نداء إلى آخر فلول الإرهاب لحقن دمائهم ودماء الجزائريين بتسليم أنفسهم، مؤكدا في نفس الوقت قناعته بأن تلك الفلول آيلة للزوال لا محالة. وأكد المعني، بأنه قام بتسليم نفسه بعد سماعه مضمون اعترافات المفتي العام للجماعات الإرهابية، لسلوس مداني، الذي ألقي عليه القبض بولاية سكيكدة منذ بضعة أشهر، والذي دعا ما تبقى من عناصر إرهابية للعودة إلى طريق الحق وتسليم أنفسهم لمصالح الجيش الوطني الشعبي. وأضاف المكنى “النواس” يقول أنه بعد تسليم نفسه، أحس أنه ولد من جديد وعاد إلى الحياة بعد أن تورط ضد قناعته لسنوات في هذا الطريق الخاطئ لكنه وصل إلى مرحلة حسم فيها أمره وقرر التوقف عن هذه الأعمال الإرهابية. واستطرد قائلا، أدعو كل من كان معي إلى تسليم نفسه في أقرب فرصة، مشيرا أن ما يقال عن المعاملة السيئة التي يتلقاها الذين سلموا أنفسهم كذب وافتراء. وخص بالذكر في هذا الشأن، كل من الإرهابي عبد القادر تيطاوين الملقب بأبو البنات، والإرهابي محمد الشافعي المدعو “حمزة” وإغيل المكنى بـ”أبو سمية”، حيث حثهم على تسليم أنفسهم قائلا لهم: أؤكد لكم أنني لست تحت أي ضغط، وأنتم تعرفونني جيدا لن أخدعكم وأضمن لكم من الآن أنكم ستعاملون معاملة حسنة، فقط عودوا إلى رشدكم واتركوا ما أنتم عليه”. وأوضح الإرهابي، أن ما تبقى من عناصر الإرهاب يعلمون جيدا أنهم انتهوا، وأن الطريق بات مسدودا أماهم، مؤكدا أنه على جميع تلك العناصر حقن دمائهم أولا، ثم حقن دماء الجزائريين، وأن الجيش الوطني الشعبي يعمل على ذلك. وكان الإرهابي عرقوب، قد التحق بالجماعات المسلحة سنة 1996، وذلك عن طريق الاتصال بالإرهابيين عبد القادر صوال وسليم عبد القادر الملقب بـ”أبو ذر”، لينضم إلى “الكتيبة الربانية” التي كانت تابعة للمجموعة الإرهابية “جند عثمان بن عفان”، وكان المسمى صوال يرأسها والتي كانت تنشط عبر خميس مليانة وتيسمسيلت. وتحدث عن النشاط الإرهابي للمسمى ليسير لخضر الملقب “أبو زكريا” والذي ارتكب عديد الأعمال الإرهابية من قتل وسلب للأموال والتعدي على الأشخاص، كما كشف عن مقتل أخيه سنة 2006 والذي كان قد التحق بدوره بالجماعات الإرهابية، حيث عمل تحت إشراف المسمى بـ”أبي زكريا”. وتطرق الإرهابي إلى كثير من التفاصيل المتعلقة بعمليات الاختطاف التي طالت مواطنين بغرض طلب الفدية، بعد عجز الجماعات الإرهابية عن تأمين موارد مالية، بسبب السياسة والاستراتيجية الحازمة التي نفذتها قوات الجيش الوطني الشعبي والتي فرضت طوقا وحصارا على كل تحركات تلك الجماعات. وقال في هذا الصدد، أن الطوق الذي فرضه الجيش الوطني الشعبي على عناصر هذه المجموعات الارهابية، جعلها تتنقل باستمرار من مكان لآخر ودفعها إلى سرقة محاصيل البساتين لتوفير المأكل، ووصل بها الأمر إلى سرقة الأكل المخصص لكلاب حراسة البساتين. وختم الإرهابي اعترافاته بالقول، لقد ندمت على ما مضى، وأعود وأقول لكل من لا يزال بالجبال، أنا لا أتعرض لأي ضغط وأدعوكم للعودة إلى صوابكم، وأنتم تعلمون مثلي جيدا أنكم وصلتم لمرحلة لم يبق لكم فيها أي شيء.